القائمة الرئيسية

الصفحات

 

معركة وادي المخازن

عسكر جيش البرتغال في مدينة أصيلا، وسار السلطان عبدالملك وأخوه أحمد على رأس الجيش بدعمٍ عثماني من والي الجزائر. عسكر عبدالملك بجيشه في منطقةٍ مناسبة، وأرسل رسالةً إلى سيباستيان يقول فيها إنه قد قطع ست عشرة مرحلة ليصل إليه (المرحلة هي مسافة تزيد على 40 كم)، ولكنه (أي سيباستيان) لم يقطع إليه مرحلةً واحدة حتى. وهنا استثار سيباستيان فقرر التحرك إليه.

كان عبد الملك محنَّكاً، فقد قصد من هذه الرسالة أن يقطع سيباستيان عن مناطق الإمداد والتموين لجيشه في الساحل. وهكذا وقع سيباستيان في الفخ، وتحرك لملاقاة جيش عبدالملك.

حين وصل جيش البرتغال إلى منطقة "القصر الكبير" قرب وادي المخازن، كان السلطان عبدالملك قد تدهورت حالته الصحية، بل إنَّ خدمه كانوا يحملونه على حمالة، لأنه لم يعد يقوى على ركوب الفرس.

ولتكتمل حنكة عبد الملك قبل موته، فقد أمر جنوده بهدم قنطرة نهر وادي المخازن، وهكذا لن يجد البرتغاليون طريقاً للرجعة إلى مدينة أصيلا.

وفي صبيحة يوم المعركة،  توفي السلطان عبدالملك متأثراً بمرضه، ولكنَّ حاجبه كتم خبر موته، وأخبر أخاه أحمد فقط، وبدأ أحمد بقيادة الجند أثناء المعركة. هاجم الجيش المُسلم مؤخرة الجيش البرتغالي، ثم طوَّق جانبيه بكتيبتي فرسان، وأخيراً قرر البرتغاليون الهرب ففوجئوا بأن قنطرة النهر قد هدمها المسلمون، وهكذا بدأ الجنود يرمون أنفسهم في النهر؛ هرباً من القتل.

توفي أولاً السلطان عبدالملك صباح يوم المعركة، وأثناء المعركة توفي سيباستيان وكذلك المتوكل على الله، عندما حاول الهرب فغرق في النهر. وهكذا سُمِّيت المعركة "معركة وادي المخازن" أو "معركة الملوك الثلاثة"، فقد شهدت المعركة وفاة ومقتل ثلاثة ملوك.

تفتَّتت البرتغال بعد وفاة سيباستيان، فقد كان خاله الملك فيليب، ملك إسبانيا، جاهزاً للانقضاض على تلك المملكة المترامية، وقد طلب منه سيباستيان العون في محاولته احتلال المغرب، لكنه لم يقدم عوناً كبيراً له. فقد كان القدر يخبِّئ له مملكةً أخرى ليحكمها.

أمّا المتوكل على الله فقد اشتهر لاحقاً باسم "الملك لا مسلوخ"، إذ يقال أنّه بعد موته، سلخ جلده وحشيت تبناً ليكون عبرةً لمن يعتبر. وتولَّى عمُّه أحمد الملك بدلاً عن عبدالملك الذي توفى يوم المعركة.

تعليقات