القائمة الرئيسية

الصفحات

 العـنــف

تعريف العنف

 يُعَرفُ العُنفُ بِصورةٍ عامَّةٍ بالشِدَّةِ والقَسوة، وتَجتمعُ معاجمُ اللغةِ بِوصفِهِ بأنَّهُ تعبيرٌ قاسٍ يَهدِف للإصلاح والرَّدع، والعُنفُ ضِدُّ الرِّفقِ، ومنهُ عَنُفَ بمعنى قَسى، وعَنُفَ بهِ وعليهِ، أي: أخذهُ بالشِّدَّةِ والقسوةِ، ولامَهُ بِشدَّةٍ إنكاراً لِفعلِه بُغيةَ تغييرِه وإصلاحِهِ ورَدعِه، فالعنفُ هو المُعاملةُ بِالقَسوةِ والشِّدة دونَ رِفقٍ وتَلطُّف.

أسباب العنف وأضراره

لا يَقتَصرُ العنف كسلوكٍ أو ظاهرةٍ على زمنٍ بِذاته أو مكان أو عرقٍ أو دين، بل إنَّ أسبابهُ ودواعيهِ مُتنوِّعةٌ ومُتعدِّدةٌ تَظهرُ وتتطوَّرُ في مختلف الحضارات والأزمنة. كانَ ظُهورُ العنفِ سبَّاقاً منذ النَّشأةِ الأولى للحياةِ الإنسانيَّةِ على وجهِ الأرض، وكانَت من مظاهرهِ الأولى سفكُ الدِّماءِ وقتلُ النَّفس، والشَّاهد فيهِ سابقة قَتلِ قابيلَ لأخيه هابيل لِداعي الحَسد وضيقِ العين، فَحَضَر السببُ وفَسَّرَ السُّلوك، ثمَّ مع ازدياد البشريَّة تعداداً وتنوُّعاً أصبحَ العنفُ أحدَ سِماتِ المجتمعات على الصَّعيدِ الفرديِّ أو المجتمعي، وللتاريخ شواهد عديدة تَعرِضُ تسلُّطَ الطَّبقاتِ داخِل المجتمعِ الواحد أو اعتداء مجتمعٍ على آخر، ولكلِّ حالةٍ أسبابُها ودواعيها، ويُمكن إجمال أسبابِ العنفِ في الآتي:

-         العوامل الذاتية المُسبّبة للعنف تنشأ هذه العوامل من شخصيَّةِ الفرد وذاتِه؛ إذ هي انعاكساتٌ لتفاعلاتِ الذات البشريَّةِ

-         عامل الأسرة والمدرسة والمجتمع

-         الإعلام

-         البطالة والفقر

-         أضرار العنف

أشكال العنف

-          العنف الجسدي يُعتبر العنف الجسدي أحد الأساليب الناتجة عن الشخص العنيف على المدى الطويل، ويُمكن أن يتخذ عدّة أشكال منها ما يأتي:

-          العنف النفسي أو العاطفي يتخذ العنف النفسي عدداً كبيراً من الأشكال، ومنها ما يأتي: تحقير شخص ما أو إذلاله سواء في الخفاء أو العلن. مهاجمة صفات شخص ما أو شخصيته. التهديد بنشر صور أو تفاصيل خاصة، ومشاركتها مع أشخاص آخرين. المطاردة والمضايقة. التقليل من قيمة الشخص، أو إنجازاته، أو الطعن في نجاحاته، وقول بعض العبارات، مثل: أنت حصلت على هذا العمل بفضلي، أو أنت لا شيء بدوني، وغيرها

-           العنف المنزلي يظن غالبية الناس أنّ العنف الأسري يقتصر على الاعتداء الجسدي الذي ينتج عنه إصابات مرئية واضحة ولكن يُعتبر هذا نوعاً واحداً من أشكال العنف المنزلي، حيث إنّ تدمير الشخصية على المدى الطويل باتباع السلوكيات العنيفة تجاه الفرد يُعدّ أمراً لا يُمكن التقليل من أهميته، ومن أشكال العنف الأسري الأخرى ما يأتي: السيطرة على سلوك الشخص والتحكم فيه، وتمييز الذكور عن الإناث، والإساءة اللفظية باستخدام أساليب اللوم، والتهديد، والإكراه، وعزل الفرد اجتماعياً، والسيطرة على الفرد من خلال التلاعب في المصادر الاقتصادية

التخلص من ظاهرة العنف

إنَّ معرفةَ الأسبابِ والدوافع التي يقومُ عليها العنف ويستندُ على أركانها تجعل علاجه مبنيّاً على هدمها وتفكيكها وتجاوزها قبلَ وقوعها. للتخلّص من ظاهرة العنف يُمكن أتّباع الخطوات الآتية

-          التأثيرُ في ثقافةِ الأفرادِ وبنائهم الثقافي، ونشر المحبّة والتراحم والمودّة والعقلانية، ونبذ التشدّد والاعتمادُ على القوّة في حلّ المُشكلات والحوار.

-          تصحيحُ مسارِ الإعلامِ وبرامجه المُقدَّمة للمتلقّين، وإدانة العُنف بمُختلف أشكاله وأنواعه وصوره، وتوعية الشّبابِ بأهميَّة الاحتكامِ للأعراف والقوانين دون الاجتهاد الشخصي بتَحصيل الحقوق بطريق القوة.

مُساعدة الشباب في الحُصولِ على أعمالٍ تشغلُ فَراغهم وتَضمن مُستقبلهم، ومُساعدتهم على الزواج وبناء الأسر.

تعليقات