القائمة الرئيسية

الصفحات

 

مسجد القرويين

يعتبر مسجد القرويين  : من أشهر المباني في المدينة، فهو موطن لجامعة القرويين التي تأسّست في عام 859م وهي أقدم جامعة في العالم، وقد كانت بمثابة مركزاً مهماً للتعلم الإسلامي، كما يعد مسجد القرويين أحد أكبر مراكز العبادة في أفريقيا، ويمكنه استيعاب ما يقارب 20.000 شخص خلال وقت الصلاة.

يتميّز جامع القرويين بوجود صومعة ذات شكل مربع وواسعة، وهي لا تزال موجودة وقائمة لهذه الأيام، وتعدّ من التوسّعات التي قام بها الزناتيين الذين يتبعون لعبد الرحمن الناصر، وهي من أقدم وأجمل المنارات الموجودة في المغرب العربي ككلّ، ويحتوي المسجد على عدة أبواب بلغ عددها لحوالي 17 باباً، بالإضافة إلى جناحين يتمّ التقاؤهما في أطراف الصحن الموجود في وسط الجامع، وكلّ جناح من هذه الأجنحة يوجد فيه مكان مخصّص للوضوء من المرمر، حيث صمّم بطريقة مشابهة للتصميم الموجود في الصحن الأسود في قصر الحمراء بالأندلس

أهمية جامع القرويين العلمية

بعد الانتهاء من بناء وتجهيز جامع القرويين، سارع العلماء لإنشاء العديد من الحلقات الخاصّة بطلبة العلم، كما ضمّ مكتبة زاخرة ناسبت أنشطة القراءة والتعلّم آنذاك، مما أدى إلى اعتبار مدينة فاس من المدن الثقافية والعلمية المهمة على مستوى المغرب العربي، وزاد قدرتها على منافسة العديد من المراكز العلمية والثقافية المشهورة في العديد من المدن كمدينة قرطبه ومدينة بغداد، بالإضافة إلى ما لعبه المسجد من دور مهم في دعم العلم والعلماء واستقطابهم بعد تحولّه إلى جامعة القرويين في العصر المرابطي أو في عصر الدولة المرينية كما يرى المؤرخون، بما فيها من مكتبة ثريّة حازت على دعم الأوقاف والأمراء لزيادة قيمتها الدينية والمعرفية والعلمية في العالم الإسلامي، فقد جذبت هذه الجامعة العديد من الفلاسفة أمثال ابن رشد، وابن باجة، وابن خلدون وغيرهم بما تحويه من كنوز معرفيّة وحضارية

تعليقات