القائمة الرئيسية

الصفحات

 الصبر

تعريف الصبر :

 الصبر ضدّ الجزع، ومعناه في اللّغة؛ الحبس والمنع، ومنه سُمّيَ الصوم صبراً؛ لما فيه من منع النّفس عن الطعام والشراب والنّكاح، فالصّبر حبس النّفس ومنعها عن الجزع، واللّسان عن الشكوى، والجوارح عن فعل ما لا يُرضي الله؛ كاللّطم، وشقّ الملابس.
أنواع الصبر :

 يشتمل الإيمان بجميع درجاته ومقاماته على الصّبر، ويُعدّ الصّبر شطر الإيمان؛ ذلك لأنّ الصّبر يشمل الصّبر على الطّاعة، والصّبر عن المعصية، وصبر على المصيبة، وهذا يشمل جُلَّ ما يقع مع العبد في حياته.

الصبرعلى طاعة الله :

يُراد به الصبر على القيام بالعبادات التي فرضها الله على عباده؛ ذلك أنّ النّفس البشريّة بطبيعتها تستثقل القيام بالواجبات، بالإضافة إلى وساوس الشيطان وأهوائه التي تزيد من هذا الثقل، كما أنّ النّفس تميل بطبعها إلى الراحة والخمول.


الصبرعن معصية الله :

 أي الصّبر عن القيام بما نهى الله عنه من المعاصي والذنوب، ومنع النّفس من الانسياق وراء شهواتها وأهوائها؛ وهو ما ذكره رسول الله بجهاد النّفس، فقال: (المجاهِدُ من جاهَدَ نَفسَه في اللَّهِ)،  فمن حرص عليه نال أجر الله في قوله -تعالى-: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى* فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى).

الصبرعلى أقدار الله :

الصّبر على ما قدّره الله على العبد من البلايا، والمصائب، والاختبارات، سواء أكانت بماله، أو جسده، أو غيرها ممّا يُعكّر على صفو حياته ويُحزنه، وقد أكّدها الله في كتابه فقال: (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ).

ثمارالصبر وفوائده :  

تحتاج الطاعات إلى الصّبر؛ من أجل المداومة عليها، وعدم تركها والانقطاع عن فعلها، وكذلك المصائب تحتاج إلى الصّبر؛ حتى ينال العبد الأجر عليها، فضلاً عمّا ينال العبد من ثمرات الصّبر التي تتمثّل بما يأتي: ينال الصّابرون المنازل العالية في الآخرة، ويوفيهم الله أجرهم بغير حساب. إعانة الله للصّابرين، وتوفيقه لهم، وتأييده وسداده لهم.

أمور تعين على الصبر :

 تتعرّض النّفس في كثيرٍ من الأحيان لما يُصيبها بالفتور عن الطاعات؛ فتحتاج إلى ما يُعينها على الصبر ممّا تواجهه؛ لتقوم بالطاعات وتجتنب المعاصي، وتصبر على ما يبتليها الله به، وممّا يُعين على ذلك:

الإيمان بالله ذلك أنّ الإيمان إذا قوي في قلب العبد كان دافعاً له على القيام بما أمر الله به دون تثاقلٍ أو كراهة.

 محبّة الله؛ فالمحبة دافعٌ حقيقيٌّ على طاعة الله والقيام بما أوجبه.

الحياء من الله فمن استحيا من الله امتنع عن معصيته.

 الخوف من الله كونه رادعٌ عن القيام بما لا يُرضيه.

تعليقات