الفن والإبداع
كثير من الناس يعتبرون كلمتي "فن" و "إبداع" مترادفتين. في الواقع ، هذه مفاهيم مرتبطة بمعنى معين. ومع ذلك ، سيكون من الخطأ استبدال أحدهما بالآخر. دعنا نحاول النظر في القضية بمزيد من التفصيل ومعرفة كيف يختلف الفن عن الإبداع.
الفن هو تعبير عن ظواهر الواقع في صورة فنية. إتقان بلغ أعلى درجات تطوره. المنتجات الفنية معبرة من الناحية الجمالية. إنهم يمثلون اندماج الحقيقة والجمال.
الإبداع هو عملية يتم فيها ، كنتيجة لتفاعل الشخص مع الواقع ، إنشاء شيء فريد جديد مرتبط بالمجال المادي أو الروحي. يستلزم الإبداع تغييرات في الواقع والشخصية.
أنـــــــواع الفنون:
الفنون، منها ما ساير التاريخ منذ القِدم، ومنها ما ظهر حديثا. اليوم هناك فنون جميلة مثل التصوير، والنحت، والحفر، والعمارة،والرسم. وهناك فنون كالموسيقى،والأدب، والرقص، والمسرح. كما ظهر في السبعينيات مصطلح الفنون الإعلامية، وهي تشمل فن السينما،وفن الفيديو، وفنون إلكترونية، وفنون الأنترنت. وكذلك فن الإشهار المعاصر.
كما أنّ هناك فنونا مادية كالرسم،والنحت،والزخرفة،وصُنْع الفخار،والنسيج،والطبخ، والفنون الغير مادية نجدها في الموسيقي، والرقص، والدراما المسرحية، والإبداع القصصي والروائي.
وهناك فنون بصرية كالرسم، والنحت،والعمارة،والتصوير، وفنون زخرفية، وأعمال يدوية وغيرها من الأعمال المرئية.
الفنان والإبداع والنهضة:
لقد قسَّم الله تعالى المواهب بين الناس، حتى تحدث عمليات التكامل، والتعارف، والتلاقح الفكريّ بينهم الأمر الذي يُؤدّي في نهاية المطاف إلى حدوث الخير للجميع. ولعلَّ أبرز هذه المواهب هي المواهب التي لها علاقة بالفنون؛ فمن يمتلك موهبة فنيّة معيّنة، سيكون قادراً على تمثُّل الجمال، ونشره بين الناس، ممّا ينعكس على جوهر المجتمعات، وبنيتها. إنّ العناية بالفنانين هي مُهمّة أساسيّة وتقع على عاتق كافّة أبناء المجتمع، فالفنان الحقيقي، إذا ما امتلك الإبداع، والأخلاق الحميدة، والالتزام بالقضايا المجتمعيّة، فإنّه سيُسهم بشكلٍ أو بآخر بتوعية الناس، وتهذيب مسالكهم، وإحداث نهضة حقيقيّة لديهم، مبنيةً على الأخلاق، والمبادئ، وهو ما يعتبر مطمحاً لكافّة الفضلاء ممّن نذروا حياتهم لخدمة القضايا العامّة، والإنسانيّة، والمجتمعيّة وهناك حدوث تحالفات مهمّة بين كافّة المصلحين، والمفكرين، وبين الفنانين الحقيقيّين على مرِّ الأزمان والعصور.
أهمية ازدهار عالم الفن والإبداع:
يُعتبر ازدهار عالم الفن والإبداع في أيّ منطقة، أو أمّة، عاملاً رئيسيّاً من عوامل التحضُّر، وهذا التحضُّر قد يدخل إلى كافّة المجالات الحياتيةّ على اختلافها؛ كالاقتصادية، والفكريّة، والاجتماعيّة، والسياسيّة، وغيرها من المجالات التي تُلامِس الناس بشكلٍ كبير؛ سواءً كانوا أفراداً، أو جماعات. إنّ ازدهار الفنّ والإبداع يعمل على كشف أبرز سلبيّات المجتمع، ونقاط ضعفه، وتنبيه الناس لها، ومعالجتها، وبأسلوبٍ بعيد كُلَّ البعد عن المواعظ، والمحاضرات الجافّة التي باتت لا تُسمِن ولا تُغني من جوع، فالفنون قد تعمل على تغيير العقول، والأفكار،وتصحيحها دون أن يشعر المتلقّي بذلك، وهذا هو السر الكامن فيها. ولذلك فإنّ الفنون ستتحوّل حتماً لأدواتٍ سلبيّة قادرة على هدم المجتمع إن وضعت تحت تصرُّف الأيدي الخاطئة التي لا ترعى إلَّاً ولا ذمة أي لا ترقب الله ولا غيره، والتي تكون على أتمِّ الاستعداد لهدم المجتمع، وأخلاقه عن بكرة أبيه سعياً وراء نشر الفساد، وجمع أكبر قدر من الأرباح، لذا فإنّ على الفنانين الذين يحترمون أنفسهم مقارعة هذا النوع من الرذائل بفنّهم الراقي النابع من تفكيرهم العميق، ومسؤوليتهم اتجاه مجتمعاتهم.
تعليقات
إرسال تعليق